بسم الله الرحمن الرحيم
الى أمي
الى أمي
من سجن غربتي رحت أشطب لحظات الأمل وثواني السعادة وأخط بقلم يلعب بأحبار ذهبية ذكريات الماضي معك يا من شهدت أحضانها الدافئة جنين دمعي وميلاد همي اليك يا أمي.
متى نلتقي؟ في أي شارع ؟ وعند أي محطة تجمع طياتها لقاءنا؟ أتسائل كيف أعيش بدونك؟ لمن أبث أحزاني يا أمي؟ لمن أشكي همومي يا أمي؟ من يفتح قلبه لي كقلبك؟ من غربتي أفتقد صدرك الحاني وكلمات الشوق الناعمة على صفحات حياتي.
ولو كانت الأعمار والسنون توهب لوهبتك حياتي وعمري كي تظلي شمعة مضيئة بين أشواك هذه الحياة....
أنا بحاجة اليك يا أمي.
الحزن واحد والدمع ماء مسكوب يكسو البحار فلو نثرته يا أمي أوراق الشجر أو على أسطر الورق ليعجز عن وصف بركان أعماقي لفقدك فكيف بي وأنا في غربة موحشة قاتلة وسط بشر لا يرحمون وأنا لا أزال في بداية طريقي في هذه الحياة.
أمي فراقك الأبدي يشنق بسمة الزمن ويخفي فرح القدر أنا بدونك سراب يتلاشى تأخذه الدنيا بأقدراها... أفراحها وأحزانها الى حيث تشاء وفي كل طريق.
والدي العزيز
هي سنين مضت من عمري قدرها واحد وعشرون عاما رأيتك فيها كل أيام عمري فأنت ذلك الرجل الصامد القوي المدافع عنا.
رأيتك ذلك القلب الحنون الذي يأبى أن يجرح مشاعر أبنائه أحاسيسهم فأسلوبه في النقاش أشبه ببلسم على الجراح.
رأيتك تعمل وتكابد الصعاب لكي تجعلنا في رغد ونعيم كنت لا تبالي بالمال ولا بغد كان كل ما تهتم به هو سعادتنا ورضانا.
نعم يا والدي فأنت الوالد الذي يستطيع أن يحمل في قلبه من الهموم ما تعجز عن حمله الجبال ففي لحظات كثيرة أشعر انه لا مثيل لك في هذا الكون حقيقة لا أعرف كيف أصف شعوري نحوك فهو خليط من المشاعر الفياضة والعواطف الجياشة قد عجز لساني عن بثهل لقلمي لكي يقوم بدوره بنثرها على الأوراق فيكفي أن تعرف وتدرك مدى حبي واعتزازي بك يا والدي.
وأخير وليس آخرا فلك مني صدق تحية يا والدي العزيز وأتمنى من العلي القدير أن يوفقني بأن أكون لك الابنة التي تريد.