قطرات المطر الشتائية تلك...
تتعلق حتى الرمق الأخير بأغصان....
قد تحمل في أرجائها بعضا من الأوراق الصفراء أو....
البنية ..
التي تأتي تلك القطرات فتجعلها تستسلم للسقوط ..
فتهوي ..
بعدما كانت هي من يبث في الناظر التسبيح
وقف هناك ...
بين الأغصان المتشابكة مخافة أن تسقط هي كما سقطت الأوراق ..
فهي لا تعلم أنها الأصل ..
و دونها لن يكون هنالك حتى أوراق ..
وقف ..
و قد بلله مطر..أتراه السحاب ..
أم الحياة ..
أم مطر عينيه ..
لأول مرة كنت أرى عصفورا يبكي ..
كأي واحد فينا ..
عندما يختلي مع نفسه..
و تختلي الحياة معه ..
كانت دقات قلبه تصل حتى مسامعي ..
و تلك العيون الحائرة تسرح في كل الفضا ..
و ذلك الريش الذي بلله كل شيء..
ينتفض بعنف رافضا الاعتراف ..
بأي دمع أو خوف أو حتى ضياع ..
حاول العودة إلى فضائه ..إلى حياته ...
فرد ما استطاع من جناحيه و طار ...
إلى اقرب نقطة فضاء في حياته كلها ...
و مالبث أن استقر هنا..
بين كل الأوراق المتساقطة ..
مازالت صديقته ..فجعلته يستقر بقوة عليها كوسادة ناعمة ..
أحس انه أخيرا ..بين أحبته و كل خلانه ...
....لا ادري ..؟
لمَ حرك في داخلي الكثير الكثير ...
مما لا تسعه أسطر أو مدونة أو عالم كامل ..
لا ادري ماذا كنت أرى فيه ..أي جزء من وردة..؟؟
أي فصل من مسرحية الواقع ؟؟؟
لا ادري ..سوى إنني وقفت لزمن أجهله..
مبهورة بجمال تلك الأمطار المبدعة في خلق مرآة نقية لقلوب عدة ...
آلمتني ..فجعلتني ..أبكي معه ..
و ابكيه ...